ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

اليوم الثاني من المؤتمر السابع لمركز القلب العسكري في صنعاء: نبضات علمية تتحدى التحديات

 

في قلب العاصمة صنعاء، التي تقف شامخة كقلعة تتحدى الصعاب، تتواصل فعاليات المؤتمر السابع لمركز القلب العسكري في أجواء يملؤها الحماس والعزيمة. اليوم الثاني لهذا الحدث الاستثنائي لم يكن مجرد استكمال لما بدأ في اليوم الأول، بل كان محطة جديدة لاكتشاف العقول اللامعة التي تحمل على عاتقها النهوض بمستوى الطب في اليمن، وجسرًا للتواصل مع العالم الخارجي.



هذا المؤتمر، الذي جمع أكثر من أربعة آلاف طبيب ومتخصص في أمراض القلب من مختلف محافظات اليمن ودول عربية وأجنبية، ليس لقاء علمي وحسب، بل كان منصة لإبراز التحديات التي يواجهها الطب في بلد يعاني من ويلات الحروب والظروف الصعبة، ورسالة بأن التحديات ليست إلا بداية لتحقيق إنجازات كبيرة.

كتب: هلال محمد جزيلان

العلم في قلب صنعاء: تفاصيل اليوم الثاني

بدأ اليوم الثاني منذ الصباح الباكر وسط أجواء من النشاط والتفاؤل. الأطباء والمختصون من كل مكان كانوا على موعد مع جلسات علمية غنية، شملت مجموعة مميزة من أوراق العمل التي أعدها نخبة من الأطباء اليمنيين والخبراء الدوليين.

في قاعة المؤتمر المليئة بالمشاركين، وقف طبيب يقدم بحثًا جديدًا عن تقنيات مبتكرة لعلاج مرضى الشريان التاجي باستخدام حلول تتناسب مع الإمكانيات المحلية المحدودة. وتلاه أخر، تحدث بحماس عن المضاعفات التي قد تحصل نتيجة زراعة القساطر القلبية وحالات الالتهاب الباطنة الداخلية للقلب وتأثيرها على الصمامات.، مستعرضًا تجارب ناجحة من بلاده، ومقترحًا حلولًا يمكن تطبيقها في اليمن.



وركز مشاركون في أوراق عملهم من خارج اليمن عبر "سكايب" على طرق تبديل وتغيير صمامات القلب عبر القسطرة، قدمها البروفيسور اشوك سيث من جمهورية الهند "، وزراعة صمام القلب النسيجي، للبروفيسور جينو سفلوني من هنغاريا، وعلاقة أمراض القلب بالكلى قدمها البروفيسور أنيس الجبري من إيطاليا

البرنامج العلمي لليوم الثاني كان أشبه بسيمفونية متناغمة، حيث تعاقبت الأوراق العلمية، كل منها تضيف بُعدًا جديدًا للمؤتمر. كانت المواضيع المطروحة تغطي جوانب متعددة، من التشخيص إلى العلاج والجراحة، وحتى الوقاية. كما تم تخصيص وقت للنقاشات المفتوحة، التي كانت منصة للتواصل بين الأطباء المحليين ونظرائهم من الخارج، مما أثمر عن تبادل خبرات مثمر وبنّاء.

وقدمت أوراق عمل أخرى ضمن برنامج اليوم الثاني في مجال أمراض وجراحة القلب، تمحورت حول تداخلات أمراض القلب مع أمراض الكبد وتطور نوعية صمامات القلب ومضاعفات الصمامات واختيار الصمامات المناسبة وزراعة شرايين القلب وجراحة القلب الصغرى وطريقة عمل مضادات التجلط.

أبطال خلف الكواليس: الجنود المجهولون

بينما كانت القاعات تضج بالنقاشات العلمية، كان هناك أبطال يعملون بصمت خلف الكواليس لضمان نجاح المؤتمر. رجال الشرطة


 العسكرية، بقيادة المقدم حسان رمقان، كانوا العين الساهرة التي حرصت على أن تسير الأمور بانسيابية وسلامة.



أفراد الشرطة العسكرية المخولين بتأمين فعاليات مؤتمر القلب



تحركاتهم الدقيقة، وتنظيمهم المحكم، كانا جزءًا لا يتجزأ من نجاح الحدث. وجودهم كان بمثابة جدار حماية للمؤتمر، مما سمح


 للمشاركين بالتركيز الكامل على تبادل العلم والمعرفة دون أي قلق.

 

رسالة إنسانية قبل أن تكون علمية

المؤتمر السابع لم يكن مجرد حدث علمي فحسب، بل كان مناسبة لتجديد الروابط الإنسانية. التفاعل بين الأطباء اليمنيين والخبراء الدوليين كان رسالة بأن الطب لا يعرف حدودًا، وأن الإنسانية قادرة على تجاوز العقبات بالعلم والإرادة.




وفي لحظة استثنائية، وقف أحد الأطباء الأجانب وهو عبر أسكايبي ليشيد بصمود الأطباء اليمنيين في وجه التحديات. قال: "ما رأيته هنا ليس مجرد طب، بل شجاعة نادرة ورغبة حقيقية في صنع الفرق. العالم كله يحتاج أن يسمع عنكم."

ختام اليوم الثاني: أمل يتجدد

مع حلول المساء، انتهت فعاليات اليوم الثاني، لكن أثرها ظل حاضرًا في نفوس المشاركين. كل ورقة عمل، كل قصة نجاح، كل نقاش مفتوح، كان شعاعًا من الأمل يحمل وعدًا بمستقبل أفضل للطب في اليمن.

المؤتمر السابع لمركز القلب العسكري في صنعاء، وفي يومه الثاني، لم يكن مجرد حدث، بل كان شهادة على أن اليمن، رغم كل ما يمر به، يظل نابضًا بالإبداع والطموح. قلب صنعاء لا يتوقف عن النبض، تمامًا كالعقول التي اجتمعت في هذا الحدث الكبير لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ

هناك تعليق واحد: